طموح المرأة ! هل هو إسلوب مسيحي لتحقيق ذاتها ؟ ))

((طموح المرأة ! هل هو إسلوب مسيحي لتحقيق ذاتها ؟ ))
الطموح ..كلمة رنانة...لانسمعها كثيراً ولكنها تتردد على مسامعنا بين الحين والأخر ..وصارت هذه الكلمة توحي بالإيجابية والنجاح على الصعيد العملي غالباً.. والشخص الذي يوصف بالطموح ..يعني لنا إن هذا الشخص يصبو لمناصب عليا في عمله ..وانسحبت الكلمة بمعناها على أنها الرغبة والسعي لتحقيق مستويات ومناصب اعلي على الصعيد العملي فقط..ولكن حقيقة الأمر الكلمة تشمل معاني اشمل بكثير..
فالطموح ..يعني ..وجود الرغبة والدافع المحرك للتصرفات والسلوك الإنساني للامتداد نحو الأفضل .. فالطموح ليس هو الهدف بحد ذاته ولكنه المحرك المستمر داخل النفس البشرية يدفعها لتحقيق الأفضل والمزيد على كافة الأصعدة كالوصول إلى مستوى أفضل في علاقاتنا مع الآخرين أو تحقيق معدل انجاز أفضل في مجال العمل أو الوصول إلى خدمة أفضل وفعالة في حقل الرب أو الوصول إلى درجة أعمق من الأيمان بالله أو الرغبة إلى الوصول إلى شخصية أكثر نضجاً وحكمة ..ولكن لو انحصر الطموح على مستوى واحد من جوانب الحياة فقط فلا بد له إن يخلق نوع من السلبية أو الخلل وعدم التوازن في النواحي الأخرى..
والطموح هو جزء من طبيعة الإنسان ( رجل كان أم امرأة ).. بدونه يفقد الآنسات الدافع للتوجه نحو تحقيق الهدف الذي خلقه الله من اجله...فلم يخلق الله الإنسان بحالة ساكنة أو راكدة ومحدودة لكنه عندما خلقه أعطاه القدرة عل النمو والأثمار والتكاثر..كما في تكوين 1: 28
والمرأة كونها جزء مهم من المجتمع .. فطموحها بالتالي سيشكل لبنة أساسية من بناء ونمو المجتمع نفسه ..والعكس هو الصحيح كما نجد مثالا في حالات كثيرة من المجتمعات المعاصرة في دول العالم الثالث عندما تضع حداً لطموح المرأة..فهي تخسر جزء مهم من عناصر نموها ..فتبقى تلك المجتمعات عاجزة ومحدودة عن النمو المتوازن والمستمر ..
والمرأة المسيحية..حسب مخطط الله هي ركن أساسي من أركان العائلة, وبالتالي المجتمع.. وبذلك تقع على عاتقها مسؤوليات كثيرة تجعلها بحاجة لتوظيف طموحها باستمرار لدفعها نحو تحقيق خطة وارداه الله في حياتها , كما ترشدنا إليه كلمة الله في رسالة افسس 4 : 13 – 16 ..عليها أن تثقف نفسها بسلاح العلم والمعرفة وان توظف طاقاتها للقيام بمسؤولياتها العديدة فالله عندما وضع هذا العنصر المحرك في تكوين شخصيتها أراد لها أن تستخدمه كوسيلة تدفعها لتحيى الحياة الأفضل التي خلقها من اجله هو ..بالتالي عليها أن لا تكتفي بأن تجعل طموحها على المستوى الشخصي فقط بل إن تكون المحرك والمحفز لتوجيه طموح أفراد أسرتها نحو تحقيق ارداة الله في حياتهم ..بالتالي طموح المرأة المسيحية لا يقتصر على مرحلة معينة من حياتها بل هو عنصر حيوي وأداة فعالة عليها استثماره لانجاز مسؤولياتها لمختلف مراحل الحياة ...لهذا عليها أن تضع هذا المكون أو العنصر من شخصيتها تحت سلطان الروح القدس ليستخدمه بالاتجاه الصحيح !! .. إذ من السهل جدا أن ينصهر هذا المحرك في دوامة الذات ويصير دافع نحو الأنانية والكبرياء والتفوق على الغير ..بدل أن يكون دافع محرك لتحقيق إرادة الله يصبح محرك لتحقيق الذات والأنا.. فما أكثر ما نسمع المقولة المغلوطة ولكنها مشهورة التي يستخدمها أهل العــالم لتبرير قصورهم نحــو الصـــلاح بأن (( الغاية تبرر الوسيلة )) !! ويصبح الطموح أداة سلبية تدفع الإنسان ليدوس على أخيه الإنسان ليصل إلى ما يشبع رغباته الذاتية.. فما أسهل ما تنقلب الموازين وبدل أن يكون الطموح أداة تدفع نحو تحقيق الخير والأفضل..كما أراد لها الله أن تكون..إلى أداة تستخدم لتشبع جشع النفس البشرية نحو منصب أفضل..أو مردود مادي أكثر أو شهرة اكبر..ليصب كل هذا نحو إشباع الذات البشرية . .
لكن لنصلي في كل حين واضعين أنفسنا تحت قيادة الروح القدس نطمح أن تزداد محبتنا أيضاً أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم. حتى نميز الأمور المتخالفة لكي نكون مخلصين (في حياتنا وأدائنا ) وبلا عثرة إلى يوم مجيء المسيح. مملؤين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده.. آمين